يقال كذا ولا يقال كذا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق وخاتم النبيين والمرسلين.

أما بعد

فإنه انتشر بين كثير من الناس كلمات إستعمالها خاطئ ومفهومها خاطئ أيضاًَ ومنه ما يؤدي إلى الكفر أحياناً. فأحببت في هذا الموضوع أن أبيّن لكم جزءاً كبيراً منها لنتفاداها سويّاً ولنعلّم غيرنا أن يتفادى إستعمالها...


يقال: بارك الله فيكِ ولا يقال: بارك الله فيكي

لا سبب لكتابة الياء، وهي بحسب الظاهر تضاف هنا خلطا للحرف بضمير المؤنث في مثل: تعلمي،تكتبي.

التصحيح: الياء لم تـُزد في الفعل لأنه للمؤنث، بل لأجل حذف النون منمثل: تعلمين، تكتبين



يقال مثلا: هل تعلمون، ألستم تعلمون، ولا يقال: هل تعلموا؟ ألستم تعلموا؟الخ

يقال " تعلموا" إذا سبقه من غير حصر، أن، لن، كي، لم، "ل" أي لام الأمر،مثل: لتعلموا، "ل" أي لام التعليل.

مثلا: لم تعلموا، لن تعلموا، كيتعلموا، أن تعلموا، فلتعلموا، سألتم لتعلموا






قل : كلّ شيء بمشيئة الله ..


ولا تقل : كل شيء بأمر الله ..


لأن الله تعالى أمر بالإيمان والطاعة وعمل الخير والبرّ ولم يأمر بالكفر والمعصية وعمل الشر





قل: سورة قصيرة

ولا تقل: سورة صغيرة

لأن عبارة سورة صغيرة فيها انتقاص من قيمة ءاية من القرءان الكريم.






يقال اللهم صلِّ على محمد
ولا يقال اللهم صلي على محمد

لأن الياء هي لمخاطبة الأنثى
تعالى الله عن ذلك




قل: شاء الله القدير

ولا تقل: شاءت قدرة الله

قل: شاء الله الحكيم

ولا تقل: شاءت حكمة الله


لأن القدرة والحكمةلا مشيئة لهما إنما الله هو الذي يشاء

كثير من المتحذلقين من الصحافيين يستعمل تعبير "شاءت الأقدار" او "يد الأقدار" ونحوه وهذا كلّه لا يجوز استعماله



لا يقال : "تدخل القدر"


لأن كل شىء يحصل بتقدير الله بينما العبارة السابقة توهم أن القدر متطفل

ومثله في الفساد قول "تدخلت عناية الله"




لا تقل الله يبارك فيك يا رب، بل قل الله يبارك فيك

لأنك بذلك تكون تطلب البركة لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً




قل أذان الفجر ولا تقل آذان الفجر

والأذان هو إعلام المؤذن الناس بأن صلاة الفجر قد آن أوانها أما الآذان فهي جمع أذن



قل إن شاء الله ولا تقل إنشاء الله

لأن الأولى هي المشيئة والثانية تأتي من فعل أنشأ ينشئ إنشاء



عندما تريد تهنئة أحد قل مبارك ولا تقل مبروك



تعتبرُ عبارة (مبـروك) من التهاني المتداولة الشائعة بيننا، ونقصد بها الدعاء بالبركة عند المناسبات السارّة.



لكنّ الصحيـحَ من جهة اللّغة أن نقول (مبارك) أو (بالبَـرَكة) أو (بارك الله لك أو فيك أو عليك) أو (باركك الله) ونحوها من صيغ التبريكات الصحيحة لغةً وشرعاً، والتي تعني الدعاء بالنّماءوالزّيادة .

أما (مبـروك) فإنها مشتقّة من بَرَكَ البعير يبرُكُ بُروكاً أي : استناخَ البعير وأقامَ وثبَتَ .

فقولنا لشخص (مبـروك) يعني : بَرَك عليك البعير واستقرّ وثَبَتَ ، لأنه اسم مفعول من بَرَكَ .

واختلاف المعنى واضح وضوح الشمس .

لذا فهي دعوةٌ كريمة إلى تقويم الأقلام والألسن على صحيح لغتنا العربية


قل موضوع شائق أو حديث شائق ولا تقل حديث شيّق

لأن الشيّق يعني المشتاق، يقال قلب شيّق






قل لا حول ولا قوة إلا بالله ولا تقل لا حول الله من أمر الله


من الألفاظ القبيحة التي يحذر منها كلمة شائعة بين الناس قول ((لا حول الله من أمر الله))
بكسر اللام من كلمة حول وهذه تعد من اللغو الذي تَرْكُهُ خير .


ولو فهم قائلها نفي القوة عن الله لَكَفَر


ومما يجب التحذير منه ما شاع في بعض البلاد من تسمية أبنائهم بنحو هذا اللفظ ((عثمان العبد الله)) و ((سعيد العبد الله)) فإن هذا اللفظ فيه نسبة العبودية لله والله لا يوصف بالعبودية بل يوصف بالألوهية.



فإن قال هؤلاء الذين يسمون بهذه الألفاظ نحن لا نفهم منه أن فيه وصف الله بالعبودية أي العبدية إنما نفهم منه إضافة هذا العبد إلى الله ملكاً وخلقاً قيل لهم لكن اللفظ يعطي وصف الله بالعبدية بدخول "أل" في كلمة العبد ولفظ الجلالة فيه لفظ أل فيكون المعنى العبد الذي هو الله .


وهذا لم يكن معروفاً في العرب القدماء لا بين المسلمين ولا بين الجاهلية.


الجاهلية كانوا يسمون عبد يغوث وعبد العُزى



ويغوث اسم صنم من أصنامهم
والعزى اسم صنم أيضا وهي مؤنثة لأنها جنية كانت تأوي إلى شجرة فيأتي الجاهليون ويقدسونها فقطعها الخالد بن الوليد وقتل الجنية التي كانت تأوي إليها لأنهم كانوا عباد الأوثان فكانوا يضيفون العبد إلى صنم ولا يعرف منهم اسم يسمون به العبد مضافا إلى كلمة العبد مقرونا بأل متبعا بلفظ الجلالة.


وليس هذا مثل كلمة فلان العابد الله لأن "أل" هنا اسم موصول صلتها صفة صريحة فهو لفظ العابد ثم أُتبع بلفظ الجلالة فيكون معناه فلان الذي يعبد الله.


فلو سمى هؤلاء أولادهم سعيد العابد الله لم يكن به بأس لأن معناه هذا المولود الذي اسمه سعيد العابد الله، يعبد الله.



أما كلمة العبد فليست في حكم العابد فلا تكون صلة لأل لأن صلة "أل" شرطها أن تكون صفة صريحة (العابد اسم فاعل وهو واسم المفعول والصفة المشبهة هؤلاء صفة صريحة أما عبد ليس من الصفات الصريحة)


فلو سمّوا (سعيد عبد الله) لكان من باب الإضافة فلا محظور في ذلك لأنه ليس فيه وصف الله بالعبودية إنما فيه أن سعيداً مضاف إلى عبد الله



ومما يجب التحذير منه قول بعض الناس:

((الجنة بدون ناس لا تداس))

وهذه عبارة بشعة لأن هذا ينافي أنها دار فرح وسرور دائم
لا يدخله ملل ولا انقطاع ولا استيحاش.

ولو انفرد فيها واحد لا يستوحش لأن من دخلها لا يحصل له وحشة ولا هم ولا غم ولا بؤس إلى الأبد

أليس هي الآن مسكونة للحور العين والولدان وهما ليسا من الناس

وأقل أحوال هذه الكلمة الحرمة




ومما يجب التحذير منه ما شاع بين بعض الناس في بعض البلاد وهو قولهم "لا كلام على طعام" مع أن الشرع يأمر بالكلام القليل على الأكل على وجه الاستحباب لما في ذلك من مخالفة المجوس.

وقد نص الفقهاء على أنه يستحب قليل الكلام على الطعام


اللهم لاعلم لنا الا ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم
اللهم لاعلم لنا الا ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم